[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لا أعرف ريمون دومينيك مسنود ممن .. ولكن المنطق يقول إنه مسنود من
الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، الذي يرغب في الفوز على فرنسا مجددا في كأس
العالم" .. قد تكون نكتة ولكنها ليست بعيدة عن الواقع!فريق مهترئالعبارة السابقة قالها صحفي إيطالي مرموق في محاولة لفهم أسباب بقاء
دومينيك مديرا فنيا لفرنسا طوال السنوات الثلاث الماضية في حديث أجراه مع
قناة ريال مدريد الرسمية في برنامج عن كأس العالم.دومينيك ليس مدعاة للسخرية من المنافسين فحسب، ولكنه أحد أكثر الشخصيات
إثارة للحنق لدى الشعب الفرنسي نفسه. فجماهير الديوك ترى أنه السبب الأول
في الأداء الضعيف للمنتخب والتأهل الصعب والدرامي إلى نهائيات كأس العالم
2010، وأنه سيكون السبب أيضا في عدم المنافسة على اللقب في جنوب إفريقيا.ولايزال الفرنسيون يتذكرون أكثر اللحظات استفزازا في تاريخ الرجل، حينما
خرج الفريق من الدور الأول لكأس الأمم الأوروبية 2008 بنقطة واحدة وهدف
واحد. انتظر الجميع تحمل دومينيك المسؤولية بعد الخسارة في آخر المباريات أمام
إيطاليا، ولكنه بدلا من مواساه الشعب الفرنسي، فاجأ الجميع بطلب يد صديقته
للزواج على الهواء على شاشات التليفزيون .. وحتى صديقته هذه، رفضت طلبه! منذ ذلك الحين، لا يظهر دومينيك في مناسبة عامة إلا ويقابل بعدم ترحيب من
الحشود، كان آخرها وأوضحها في مباراة للتنس حضرها في نوفمبر الماضي مع
لاعبيه في باريس، والتي ما إن ظهر وجهه على شاشة الملعب حتى انطلقت صافرات
الاستهجان من كل مكان فيما لم يستطع اللاعبون منع أنفسهم من الضحك.
فريق مهترئويدعم الغضب الشعبي من دومينيك حالة عدم الرضا من اللاعبين على أداء
الفريق، والذي يرجعونه جميعا إلى أسلوب اللعب الذي يناسب الفرق الصغيرة
أكثر منها الفرق الباحثة عن بطولة، إضافة إلى إدمان المدرب توظيف اللاعبين
في مراكز لا تناسبهم.ونشرت صحيفة "لو باريزيان" في سبتمبر الماضي تقريرا خطيرا نقلت فيه حديثا
دار بين تييري هنري قائد الفريق ونجم هجومه ودومينيك، قال فيه الأول إن
التدريبات تشعر اللاعبين بالملل وأن الفريق مهلهل واللاعبين يشعرون
بالتوهان في الملعب.وعلى الرغم من نفي هنري هذا التقرير لاحقا، فإن التصريحات العلنية في حق
المدرب والتي جاءت من أكثر من لاعب على رأسهم فلوران مالودا وديفيد
تريزيجيه حملت اتهامات مشابهة.ففي يورو 2008 على سبيل المثال، أصر دومينيك على خوض اللقاء الافتتاحي
أمام رومانيا أضعف فرق المجموعة بلاعبي وسط دفاعيين صريحين ومهاجم وحيد،
ما أدى إلى ظهور فرنسا بصورة ضعيفة وخروج النتيجة سلبية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قطت فرنسا بعد ذلك في مباراتين أمام هولندا ثم إيطاليا، التي وظف
دومينيك أمامها إريك أبيدال كقلب دفاع بدلا من مركزه الطبيعي كظهير أيسر،
ليهدي الإيطاليين ركلة جزاء ويحصل على بطاقة حمراء (بالمناسبة: أبيدال
سيلعب في المركز نفسه في 2010!وحتى في تصفيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، وجد الديوك صعوبات كبيرة أمام
فرق مثل النمسا، ورومانيا، وليتوانيا، وخسروا التأهل المباشر لصالح صربيا،
ولم يبلغوا المونديال سوى بتعادل مثير للجدل أمام أيرلندا في الملحق بهدف
ويليام جالاس من تمريرة "يد هنري" الشهيرة.
ثورة تكتيكيةوأخيرا اقتنع دومينيك بعدم جدوى الأسلوب الدفاعي الصارم الذي يتبعه في
المونديال، وقرر تغيير طريقة اللعب من 4-2-3-1 إلى 4-3-3 سعيا خلف توفير
فرص تهديفية أكثر للاعبيه في مجموعة تضم جنوب إفريقيا، والمكسيك، أوروجواي.وتلعب فرنسا في أسلوبها الجديد برباعي الخط الخلفي المكون من بكاري سانيا،
وجالاس، وأبيدال، وباتريس إيفرا ومن خلفهم الحارس هوجو لوريس.ولكن الاختلاف الحقيقي في خطط فرنسا لكأس العالم المقبلة يكمن في خط
الوسط، وهو التغيير الذي وصفه الإعلام الفرنسي بأنه "ثورة تكتيكية" يقوم
بها دومينيك في آخر ظهور له مع الفريق قبل تسليم الراية إلى لوران بلان
عقب البطولة.فبدلا من الخماسي المعتاد بوجود لاعبي وسط دفاعيين، وصانع لعب، وجناحين
يفتحان الملعب عرضيا، سيلعب دومينيك بارتكاز دفاعي واحد هو جيريمي
تولالان، ويعاونه مالودا على الجناح الأيسر ويوان جوركوف على الجانب
الأيمن.ويحمل مالودا وجوركوف مسؤوليات دفاعية لمساندة تولالان وهجومية كل في
جانبه من الملعب في صناعة اللعب مع المهاجمين الثلاثة المتقدمين.ويتكون الخط الأمامي من رأس حربة أساسي هو نيكولا أنيلكا، يجاوره يمينا
سيدني جوفو لاعب ليون ويسارا فرانك ريبيري، فيما يجلس هنري بديلا في
انتظار إشارة للدخول غالبا في الشوط الثاني.الطريقة الجديدة جعلت فرنسا تظهر بصورة أفضل نسبيا عما كانت عليه في
التصفيات ولكن مع استمرار الفشل في تحقيق أي تطور في النتائج، بسبب الضعف
الواضح لدومينيك في قراءة المباريات الثلاث الودية التي خاضها الفريق
استعدادا للمونديال.وفازت فرنسا في اللقاء الأول على كوستاريكا 2-1 بعد هدف عكسي من لاعبي
الفريق الضيف، واكتفت بالتعادل مع تونس 1-1 بعد التأخر، وأخيرا سقطت
بالهزيمة صفر-1 أمام الصين على الرغم من فرض إيقاعها على المباراة.
أين العضلات؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومع تسليم الفرنسيين أن الفريق يفتقر إلى "المخ" المبدع الذي يستطيع توجيه
اللاعبين من خارج الخطوط، فإن المشكلة الأخرى هذا العام في غياب "العضلات"
التي تستطيع فرض قوتها داخل الملعب.ففي كأس العالم 2006، استطاعت فرنسا الوصول إلى النهائي رغم كل مساوئ
دومينيك بسبب وجود لاعبين عظام في الملعب، استطاعوا انتزاع أفضل النتائج
الممكنة في ظل التحفظ الدفاعي والأخطاء التكتيكية للمدير الفني.فبدءا من ليليان تورام وويلي سانيول في خط الدفاع، مرورا بباتريك فييرا
وزين الدين زيدان في الوسط، إلى تييري هنري وتريزيجيه في الهجوم .. كان
الفريق متماسكا برغم بدايته الصعبة، واستطاع إقصاء فرق كبيرة مثل إسبانيا
والبرازيل والبرتغال والتعادل مع إيطاليا وصولا إلى ركلات الترجيح في
النهائي.ولكن الجيل الحالي لا يمتلك من الأسماء الرنانة في التشكيل الأساسي سوى
فرانك ريبيري ونيكولا أنيلكا فقط. الأول يمر بفترة هبوط حاد في المستوى
منذ إعلان تورطه في فضيحة أخلاقية ضمت عددا من اللاعبين الفرنسيين والثاني
لم يقدم أبدا مع المنتخب مستواه في الأندية التي لعب لها.الأزمة الكبرى التي يعاني منها الديوك في الملعب أيضا تتمثل في غياب صانع
ألعاب صريح، وهو شرط أساسي لتفوق أي منتخب فرنسي عبر التاريخ.فميشيل بلاتيني وتحكمه في وسط الملعب كان السبب الأساسي في فوز فرنسا بكأس
الأمم الأوروبية 1984 ثم برونزية بطولة العام بعد عامين، ولكن الفريق مر
بحالة مزرية بعد اعتزاله شهدت الفشل في التأهل إلى كأس أوروبا في 88 وكأس
العالم 90 و94 إضافة إلى الخروج من الدور الأول لكأس الأمم الأوروبية 92.الإنقاذ جاء عن طريق صانع ألعاب آخر اسمه زيدان ظهر على الساحة الدولية في
يورو 1996 ليقود فرنسا إلى نصف النهائي، ثم لقب كأس العالم على أرض الوطن
بعد عامين، تلاه الفوز بكأس أوروبا 2000 وأخيرا نهائي كأس العالم 2006.المثير أن فشل فرنسا في كأس العالم 2002 والخروج من الدور الأول كان بسبب
إصابة زيدان وعدم مشاركته في أول مباراتين للفريق وخوض اللقاء الثالث من
دون أن يشفى من إصابته.الفرنسيون يضعون آمالهم على جوركوف صانع ألعاب بوردو للقيام بدور "زيزو" في جنوب إفريقيا خاصة مع التشابه الشديد في أسلوب لعبهما، ولكن يظل السؤال قائما: هل تصيح الديوك بلا مخ أو عضلات؟